Overblog
Editer la page Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

أنت الزائر رقم

/ / /

hassanaourid

لم يجد حسن أوريد زميل دراسة الملك محمد السادس موقعا له ضمن المربع الذهبي فاضطر إلى مغادرة جدران القصر الملكي وعلى الرغم من ان القصر يعرف كفاءته حق المعرفة باعتباره زميل فصل الملك محمد السادس في المدرسة المولوية التي درس بها فؤاد عالي الهمة ومنير الشرايبي  وغيرهما فإنه اضطر إلى إعفائه من مهامه بسب حرب المواقع التي عادة ما يعرفها محيط القصور,

كان حسن اوريد أول ناطق رسمي باسم القصر وهي الصفة التي لم يكن الحسن الثاني مقتنعا بها وهو الذي كان بمقدوره أن يكون ملكا وناطقا رسميا باسم نفسه غير أن مهمة أوريد لم يكتب لها النجاح ليتحول صديق الملك الى مهام أخرى ذات علاقة بتدبير الشأن العام حيث انتقل الى الإدارة الترابية حينما عينه الملك محمد السادس واليا على مكناس

سيخوض أوريد الكثير من المعارك وسيتحول هذا المفكر و الروائي من صانع للشخصيات و الأحداث إلى رجل توافقات و صراعات مع مجالس منتخبة عنوانها هو البحث عن المصلحة الخاصة لذلك سيعود أوريد إلى حضن القصر الذي سيختاره هذه المرة مؤرخا للمملكة وهي مهمة تتماشى ومؤهلاته الفكرية و طموحه ليكون فاعلا في مملكة زميل الدراسة لكن بعيدا عن السلطة التي يقال إنها تغتال كل شيء جميل

لكن أوريد سينتهي إلى المصير ذاته، بعد ان اضطر إلى ترك مهمة التأريخ ليعود إلى حضن الجامعة حيث التفكير و التنظير ومن هناك سيجر مهمة جديدة عليه وهي " المعارضة" و إطلاق تصريحات مفادها أن أوضاع المملكة ليست على أحسن ما يرام

في أخر خرجاته لم يتردد حسن أوريد وهو الناطق الرسمي السابق باسم القصر في القول إن بوادر الالتفات على مسار الإصلاحات السياسية و الاقتصادية التي أطلقها الملك الراحل الحسن الثاني في 1995 بإيعاز من تقرير للبنك الدولي بدأت عام 2001 مع تنامي دور "الملكية التنفيذية" موضحا أن مؤشرات هذا الالتفات بدأت مع تعيين ما سمي ب"الولاة الكبار" و إحداث مراكز الاستثمار بدون إخبار الوزير الأول أنداك الذي تلقى رسالة من الملك محمد السادس تحته على إنشائها دون أن يكون على علم بقرار إنشائها

ولا يخفى أوريد اليوم أن مسار سيرورة الديمقراطية توقف سنة 2002 مع تعيين وزير أول تقنوقراطي، دون أن ينسى توجيه سهام النقد الى موقف الاتحاد الاشتراكي أنداك، والذي جاء على راس الأحزاب الفائزة في الانتخابات دون ان يطالب بحقه بتدبير الشأن العام ويكتفي بالتنبيه الى ان الملك لم يحترم المنهجية الديمقراطية.

اليوم يتحدث أوريد بصوت عال عن " موت السياسة" ويقول إن انفجارات الدار البيضاء سنة 2003 جاءت لتعزيز المقاربة التقنوقراطية بمقاربة أمنية, لذا فإن كل الخطابات التي صيغت بعد ذلك حول تأهيل المجالات السياسية و الاقتصادية والاجتماعية و الدينية، كانت تستهدف الضبط و التحكم في هذه المجالات التي أصبحت السلطة تتدخل فيها بقوة وهو ما ادى إلى عزوف الناخبين عن المشاركة في انتخابات 2007، حيث تجاوز معدل العزوف الرقم الرسمي الذي أعلنت عنه وزارة الداخلية و الذي تمتل في نسبة مشاركة لم يتجاوز 37%

و يقول اوريد إن ما حصل في سنة 2007 بمثابة "ناقوس خطر" إلا أن السلطة قرأت تلك النتائج قراءة خاطئة، و اقدمت على تأسيس حزب جديد حظي بدعم الدولة.

يتحدث حسن أوريد وهو الذي جرب القرب من القصر وكان ناطقا باسمه اليوم خطابا أقوى من كل الخطابات التي اطلقتها الأحزاب اليسارية على عهد الملك الراحل. إنه مع استماتة القادة السياسيين وتضحية الجماهير من أجل تحقيق التغيير المنشود، ومع عودة شباب 20 فبراير الى الساحة السياسية لكن برؤية وخطاب الشباب الحاضر وفق منطق " عند كل نهاية تكون بداية جديدة" ذلك أن الجيل يعتقد أن الحركة "ليست مجرد فقاعات كما وصفهم البعض. صحيح أنهم لم يكتبوا الدستور هم أمله، ومن ضغطوا على السلطة كي تعيد النظر في الدستور القديم ودفعوها الى تعديله" على حد تعبير أوريد . بين اوريد الناطق الرسمي باسم القصر الملكي و أوريد" المعارض" تغيرت العديد من المعطيات فبينما يظل يصر في أكثر من مناسبة على انه يتحدث بصفته أستاذا جامعيا وباحثا في العلوم السياسية، بدأ في أكثر من مرحلة أنه دخل في مرحلة" مراجعة للذات والصفات" ليتحول من " لسان  للقصر" إلى "لسان للمعارضة"

عن جريدة المساء

Partager cette page
Repost0