و.م.ع

قررت المملكة المغربية، اليوم الأربعاء، استدعاء سفير صاحب الجلالة بالجزائر للتشاور 

وذكر بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون أن هذا القرار يأتي عقب تواتر الأعمال الاستفزازيةوالعدائية للجزائر تجاه المملكة، لاسيما في ما يتعلق بالنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على مولانا رسول الله واله وصحبه

 رعايانا الاوفياء سكان اقليم الرشيدية

 لست في حاجة لان اعبر لكم عما يخالجني من سرور و مسرة وفرح عميق بزيارة اقليمكم وباللقاء والاجتماع معكم و لا عجب ان نكون مسرورين فرحين لان هدا الاقليم كان دائما وسيظل ا قليم الرجولة والوفاء وبالاخص اقليم حملة كتاب الله سبحانه وتعالى .

فما دمتم سكان اقليم الرشيدية متعلقين بالقرأن حافظين له و محافظين عليه و على تعاليمه فسيعينكم الله دائما و ابدا على التغلب على الصعاب لان اقليمكم اقليم صعب ومحتاج الى العمل اليومي والى جهاد ضد الطبيعة وجهاد للرفع من مستوى المعيشة و بالاخص لضمان المستقبل لمادا اقول ضمان المستقبل ؟لاننا نسمع انه كانت في يوم من الايام حضارة و مدينة في صحرائكم هذه اسمها سجلماسة وسجلماسة هده ادا لم نخني داكرتي مدينة بنيت حولي سنة 138 هجرية قبل ان تكون الدولة المغربية واقفة على رجليها ويقال عن سجلماسة بناء على الحفريات و الافلام الدي شهدناها و الاوصاف التي دكرها المؤرخون انها كانت مدينة بل عاصمة من العواصم الكبرى في دلك الوقت ويقال عنها ومن خلال تخطيطتها ان بعض شوارعها كانت تضاهي شوارع الشان ايليزي بباريس سواء في طولها او عرضها ولكن مادا وقع لسجلماسة ؟ وقع لها امران اولا الاهتمام السياسي و الاقتصادي و الروجان انتقلت كلها للشمال وفقدت قيمتها السياسية و التجارية.

 والامر التاني الدي وقع لها هو من اخطر الامور اصبحت مقبورة في الرمال،  ان العمل الدي يجب ان تقومو به و يقوم به ابنائكم وحفدتك ليس هو رفع مستوى معيشة السكان فقط ولكن محاربة يومية ضد الطبيعة ومع الطبيعة ضد الطبيعة السلبية ومع الطبيعة الايجابية، و ادا كانت الرمال من عناصر الطبيعة فالنخل والماء والماشية من عناصر الطبيعة فيجب علينا محاربة الطبيعة السلبية وتكوين الطبيعة الايجابية التكوين اللازم حتى يمكن ان شاء الله لحفدتكم ولحفدة حفدتكم الذين سيكونون اكتر منكم ان يعيشوا احسن مما نعيشه نحن وان يوسعوا رقعة الفلاحة ووالماشية وجميع الانشطة التى هى واجبة ولازمة لمجتمع يريد ان يعيش سعيدا و فرحا مرحا ينفع نفسه وينفع باقي اقاليم وطنه.

لا اقول اننا في ظرف عام او عامين او تلاتة اعوام سنكون قد احطنا بجميع المشاكل ونوعيتها وسنكون قد انجزنا جميع المنجزات لا ولكن العمل الدي يجب ان نقوم به هو عمل ينقسم الى قسمين.

أولا: المحافظة على رأس المال الموجود عندنا.

ثانيا: إيجاد الخيرات التي كونت رأس المال هذا،رأس المال الذي عندنا ولله الحمد واحة من الراشيدية حتى تافيلالت تعد أكبر واحة في العالم ،هذا هو الذي يجي أن نحافظ عليه.

ثالثا: يجب أن نحافظ على السواعد و الرجال الذين سيعملون بهذه الواحة لا يجب أن نتركهم يهاجرون إلى المدن ويغادرون مناطقهم وهذا يقتضي منا أن نجد لهم السكن اللائق بهم ونوفر لهم شبكة الماء و الكهرباء،ونخلق لهم مناخا يحسون فيه أنهم كرماء ومحترمون.

ذكرنا العناصر الموجودة ،ومن العناصر الموجودة كذلك الماء ولكن ليس فقط الذي نشاهد بل أيضا المياه الجوفية العميقة والنصف العميقة ،نحن الن بصدد إحصائها ومعرفة كميتها وإلى أي حد يمكن استعمالها.

ولكن هناك مياه أخرى موجودة غير أنها تضيع،وأعتقد شخصيا أن أحسن مشروع يمكن أن نقوم به وسنعطي الأمر بالشروع في العمل هو أن نجعل من واد زيز ومن زادي غريس واديا واحدا لشقي الواحات كلها.

ولما نلقي نظرة على خريطة المياه ومقادير الأمطار نلاحظ هنا ظاهرة غريبة في وادي غريس،لما تكون السنة إيجلبية يكون مقدار مياهه قليلا،ووادي زيز يمكن أن يتحمل الكثير ولكن من أغرب الأمور أنه في السنوات  الجفاف ينزل منسوب المياه في زيز، ويزداد منسوب المياه غريس ،فإذا حاولنا أن نجمع بينهما فسواء كانت السنة ممطرة  أو غير ممطرة  سنكون قد ضمنا على الأقل للوحات بينهما والفصة والزيتون و الزرع و الماشية كذلك الحد الأدنى من الماء.

وادا لم تخني داكراتي انني رايت على الخريطة ان كل شيئ يبتدئ من ناحية سد سيدي براهيم، وبعدا دالك هناك موقع اسمه الحميدات كان يسمى من قبل دار اليهودي ،ومن هناك نعتبر ان ماء وادي غريس ادا عرفنا كيف نفرغه في وادي زيز بصرفه الى الضفاف ولا نتركه يصرف الى الجهة اليمنى ويضيع،ولا يكون نافعا الا ادا صرفناه نحو الجهة اليسرى ،ليتمكن من الوصول الى وادي زيز و يمكن اد داك ان يجري في قنوات في الواحة كلها ،وبدللك نكون قد ضمنا المياه المياه الكافية للري في السنوات الجفاف و في سنوات القطاف.

هدا المشروع كان من المقرر ان يتم في ظرف سنة ونصف او سنتين ،وبعدما اطلعنا على التخطيطات وتداكرت مع الوزارات المختصة و المهندسين المختصين وبعدما درست المشكل مع عاملنا  هنا رلأينا أن هناك فرصة لا يمكن أن تضيع وهي فرصة الأمطار التي ستنزل في الخريف و التي يجب أن تذهب إلى الجهة اليمنى ، يجب على الأقل أن نكسب هذه المياه وتفرغ في  زيز وبعد ذلك  تنتشر في تافيلالت كلها ،ولهذا أعطينا أزوامرنا للبدء فورا إنجاز المشروع فجميع مصاليح سواء مصالح الفلاحة أو التجهيز متفقة على أننا يمكن أن نبدأ غدا الإثنين في الصباح في إنجاز المشروع ، وفي ظرف سبعة أشهر سينجز هذا المشروع ونتمكن من الإستفادة من أمطار الخريف الأولى، ولي اليقين أنكم ستشاهدون التغيير الجذري الذي سيحصل بالنسبة للواحة ، هذا ليس كافيا فهناك أعمال أخرى يجب إنجازها فستكون جهات أخرى سنجلب منها الماء.

وهناك ناحية بوذنيب التي لها الحق في الماء ، فهي واحة كبيرة بها واد وتتوفر على ماء ،ولكن هذا كله يقتضي يقظة ذهية فكلما وفرنا كمية من الماء نكون قد وفرنا سنين من التعب و المشقة.

فإقليمكم –ولله الحمد –يتوفر كما قلت لكم على الرجال و النخيل وعلى ماشية مهمة كذلك ، ولمن لابد من أن ندخل لإقليمكم نوعا جديدا من الماشية ، لماذا لأنه تفاديا لزحف الرمال بعد عشرات السنين لابد من وجود نوع من العشب لا يحتاج إلى كثير من الماء وبفضله لن تبقى لكم الفصة وحدها، وسيسمح لنا هذا العشب بتربية ماشية أخرى ، وأنتم تعلمون أن الفرق بين الغنم و البقر هو ان الأغنام عندما تكون ترعى فإنها لا تقضم العشب فقط بل تقتلعه من جذوره خلافا للبقر أو الجمال ،فليس لنا أي مصلحة في
أن تزرع لكم هذا النوع من العشب الذي لا يحتاج إلى الماء ، ويمنع زحف الرمال ونترك الأغنام ترعى فيه علما بأنها تقتلع الجذور إذا لابد من أن نعيد النظر في ماشيتكم ،فتافيلالت كانت مشهولرة بالجمال ،ولمن لا أرى فيها الان جمالا ،والجمال يكمن أن تأكل أي شيء من (الدرك) أيى إلى أي شيء اخر ، و (الدرك) يمكننا أن ننبته .

لا يمكن ان نكتفي بالدمان و الفصة و إن كان الدمان من نعمة الله سبحانه ونعالى ، الجمل يأكل الفصة أو علف التمر ، و النعجة تلد مرتين في السنة و منها من يكون معها ثلاثة أو أربعة خرفان و لكن هذه الاغنام لا تاكل سوى الفصة او علف التمر، و هما مادتان مغذيتان، فلذلك لا يمكن أن نتركها ترعى اي نوع من العشب لكي تعطى ما هو منتظر منها، يجب أن نحافظ على الدمان لأنه خاص بكم، و أن ندخل إلى منظقتكم في نفس الوقت ماشية أخرى تتحمل قلة الماء مثل الجمال التي ستنفعكم في الكوب عليها و نقل أحلامكم و هي معروفة بالصبر، ولا تنسوا أننا منذ استرجاعنا ّلأقاليمنا الصحراوية- و لله الحمد- أصبح المغرب يضطر لاقتناء الجمال من جهات اخرى لأن إخواننا في الصحراء يستعملون الجمال كثيرا و كانوا في أيام الاستعمار الاسباني لا يأكلون اللحم كل يوم و لا كل شهر، ولكن اليوم يأكلون لحم الجمال كل يوم و يجب أن يأكلوه كل يوم لذا يجب عليكم أن تتكاملوا مع إقليم ورزازات لتساعدوا الأقاليم الأخرى

تناولنا الأن الجانب الفلاحي و مسألة الماء و الماشية و بالطبع لن أتي لكم بمعجزات و لكنني لا أكون نذيرا و لا بشيرا بل اردت أن أبين لكم مشاكلكم و كيفية حلها و التغلب عليها، و لكن وسائل عيش الإقليم لا تنحصر – و لله الحمد- في الفلاحة، بل كذلك نوع من الصناعة لزم أن نعينكم على التنقيب أكثر فأكثر، و يجب أن تنظموا أنفسكم بطريقة مرضية، و هذا النوع من الصناعة يشغل اليد العاملة و يدر الرزق على بعض العائلات، و اخيرا إن منظقتكم جميلة وواحتكم جميلة و لكن يلزمها أن تنفتح و تنفتح شيئا ما من الناحية السياحية على الأقاليم الأخرى.

فوضعكم شبيه بوضع زاكورة، فالسائح لما يذهب الى ورزازات يسمع بزاكورة و يريد زيارتها و إذا زارها فيضطر للعودة إلى ورزازات ليتوجه إما لجهة أكادير و إما لجهة تافيلالت.

كذلك السياح الذين يزورون الريصاني يضطرون للعودة إلى الرشيدية ليذهبوا إلى جهة أخرى، إن السائح يحب التنوع، فهو يريد كما يذهب مثلا للرشيدية أن يذهب الى أرفود، ومن أرفود يتوجه إلى زاكورة  و منها الى ورزازات ثم غلى أكادير ومنها يأخذ طريقه إلى المدن الساحلية كالصويرة و الرباط و طنجة ولا بد إذا أن تنظر وزارة السياحة ووزارة التجهيز في شبكة الطرق السياحية حتى لا تبقى مدنك التقليدية و التاريخية سجينة.

و لما نفتح هذه الطرق – إن شاء الله- لي اليقين أنكم ستشاهدون أعداد كبيرة من السواح يزورونكم هنا.

إننا لا نقصد بالسياحة سياحة الأوروبيين فقط فالمغاربة بدأوا يقومون بالسياحة، و الروح السياحية بدأت تخلق في المغاربة إ فمثلا لا يوجد في مدن الجديدة و الصويرة في الصيف سوى القليل من السياح الأجانب، فتقريبا تسعون أو تمانية و تسعون في المائة من السواح الذين يأتون للمدن المغربية المطلة على البحر من السواح المغاربة فمثلا طنجة يكثر زوارها في الصيف حيث أن المغاربة أصبحوا يألفون الخروج من مدنهم و يتوجهون إلى مدن أخرى، فإذا ضمنتم لأنفسكم السياحة الوطنية و السياحة الأجنبية فستضمنون للمغرب العملة الصعبة وستضمنون لبلادكم رواجا للدرهم، لما يأتي السائح و يمكث عندكم ثلاثة أيام أو أربعة أيام سيشتري هدايا و ينفق أموالا، إذا السياحة شيئا مهما.

لهذا أطلب من المجلس البلدي لأرفود و المجلس القروي للريصاني و بلدية الراشيدية و المجلس الإقليمي أن يدرسوا هذا الموضوع دراسة دقيقة مع الجهات المختصة و ستشاهدون خيرها قريبا.

و عندي لكم نصيحة قبل أن أختم كلمتي، يقول النبي صلى الله علية و سلم " حب الأوطان من الإيمان" و حينما نقول الأوطان لا اعني بها فقط البلاد التي لها حدود وعلم ، نعني كذلك حب مسقط الرأس، الوطن كذلك هو مسقط الرأس.

علموا أولادكم ان يحبوا إقليمهم و علموهم النظر بتلهف إلى اكادير و الرباط و الدار البيضاء ومكناس و مراكش و فاس وغيرها، علموهم حب بلادهم، ففيها ما يحب، سواء من حيث المناخ او المناظر او البيئة البشرية و الخلقية و العاطفية، كذلك علموهم أن حياة الكد و الجهد اليومي أحسن من حياة إنسان يبيع في دكان من الثامنة صباحا إلى الثانية زوالا ومن الثالثة زوالا حتى الثامنة ليلا ويقول: أنا عملت، هذا عمل بالتأكيد، وكل عمل مشرف عمل، و لكن الإنسان الذي يغرس شجرة أولى أن يشاهدها و هي تعطي أكلها، فهذا الإنسان خالق بعد الله و مبدع.

أعرف أنكم لما ياتي الجفاف تقتسمون الماء الذي تشربونه مع نخيلكم و الماء الذي تغتسلون به مع فصتكم، و هذا يدل على أن لكم قيمة بشرية لا قيمة المستهلك أو البائع أو المشتري، أنتم اناس تحبون ما تبدعون